حرائق الغابات الروسية تتفاعل وارتفاع حصيلة القتلى الى 50 شخصا احتراق الحقول دعا بوتين الى فرض حظر مؤقت على صادرات القمح الروسي
لا تزال حالة الاستنفار في حدها الاقصى يوم الخميس
بسبب نحو 600 حريق يجتاح الغابات الروسية بينما وصلت حصيلة القتلى بسببها
الى اكثر من 50 شخصا، حسبما افادت الوزارة الروسية للحالات الطارئة.
وفي الوقت الذي اعلنت فيه مصلحة الارصاد الجوية
الروسية عن بدء انحسار موجة الحر، لا يزال آلاف رجال الاطفاء والعسكريين
والمسعفين يحاولون احتواء حرائق الغابات ومساعدة السكان بعد ان التهمت
السنة النيران آلاف الهكتارات في غرب البلاد التي تضربها منذ بداية شهر
يوليو/ تموز الماضي موجة حر لم يسبق لها مثيل.
وبعد ان كانت تأثرت حركة الملاحة الجوية وحالة
الطرقات بالدخان الكثيف الناتج عن النيران المشتعلة اعلنت وكالة انباء
انترفاكس الروسية بعد ظهر الخميس ان الرؤية على الطرقات السريعة وفي
المطارات تحسنت، وان حركة الملاحة الجوية عادت الى طبيعتها.
من المتوقع ان ترتفع درجات الحرارة اكثر الاسبوع المقبل
وتجدر الاشارة الى ان الرياح الساخنة التي هبت يوم
الاربعاء دفعت سحب الدخان الكثيف فوق العاصمة موسكو التي لم ينج منها حتى
قطارات الانفاق اذ ذكرت تقارير صحفية روسية محلية الخميس ان "سائقي المترو
في بعض المحطات لم يتمكنوا من رؤية العربات الاخيرة للقطارات".
كما افادت الانباء بأن الكثير من المارة في
المدينة استخدموا الاقنعة الواقية (كمامات) والمحارم المبللة التي وضعوها
على انوفهم وافواههم لتفادي استنشاق دخان الحرائق، بينما نقلت وسائل اعلام
روسية عن خبراء قولهم ان يوم الخميس كان الاكثر تلوثا لصيف 2010 اذ بلغت
نسبة اوكسيد الكربون في الجو خمسة اضعاف ما كانت عليه قبل بداية الحرائق.
في موازاة ذلك اعلنت مصلحة الارصاد الجوية انه من
المتوقع ان يحطم صيف 2010 سيحطم كل الارقام القياسية لدرجات الحرارة في
العاصمة الروسية المسجلة منذ 130 عاما، اذ وصلت الحرارة الى 38 درجة مئوية
الاسبوع الماضي ومن المتوقع ان تسجل ارتفاعات اضافية الاسبوع المقبل حسبما
تعتقد الارصاد الجوية.
حظر تصدير القمح
وبعد ان كان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد
اعلن حالة الطوارئ في سبع مناطق روسية يوم الاربعاء، مصدرا اوامره باتخاذ
كل الاجراءات اللازمة لحماية المنشآت الاستراتيجية لا سيما النووية من
الحرائق العنيفة، قرر رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين يوم الخميس فرض
حظر روسي على صادرات القمح والمواد المشتقة منه بسبب انخفاض المحاصيل
والمخزون من جراء الحر وموجة الحرائق المستمرة.
وقال بوتين ان "هناك مبررات كافية لفرض حظر مؤقت
على صادرات روسيا من القمح والمنتجات الزراعية المشتقة"، وذلك بعدما خفضت
النقابة الروسية للزراعة تقديراتها لمحاصيل هذا الموسم من المواد الاولية
من 108 مليون طن كانت قد بلغتها عام 2008 الى ما بين 72 و78 مليون طن لهذا
العام أي بنسبة انخفاض قد تبلغ 50 بالمئة.
وتجدر الاشارة الى ان روسيا تحتل المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للقمح وتؤمن حوالى 8 بالمئة من الانتاج العالمي له.