منتصف الغروب على شاطئ الحلم أنصتُ تَرنيمة الأمواج مِن صَدَفةٍ تتراقصُ على إيقاعٍ شرقيِّ تنسحبُ خُيوط الشمس خجلةًَ وترقدُ خلف حُمرة الأفق
صدى السنين ينقش على القمرِ لحناً طفولياً قدسيّ الرّنين وهناك على سفح تلك التلّة وفي بيتٍ يعانق السماء توقّدت شمعةٌ معلنةً ميلاد الحُلم
يَسطعُ الضّوء يتأرجح ويُرفرف كالفراشات الحالمة يتحرَّك ويذوب ينعكسُ على المرايا في وتر الليمون تتدفَّقُ الرُّوح خارجةً على جُنح القّناديل فتروي ظمأ الندى المُشبع بالصفاءوبأبجديةٍ مختلفةٍ صهلتْ الشمس في سُهُوب القلوب وبجناحين من طُهرٍ أقبلت
كزهرة آسٍ في ليلٍ قمريّ
انكسر الليل وتساقطَ الظلام منساباً كظلِّ امرأة حافية الروح خَطَتْ تُسابق قوافل الأمواج تَرحلُ بضياءها نحو شواطئ البنفسج يتَّحد ضوءَها مع الليالي الصيفية الهادئة فتنفثُ حنيناً للتراب والشجرِ والفلّ والياسمين وحقول الزيتون
ترقصُ فوقَ القمر تارةً وأخرى فوقَ النجوم وتردِّد الكينونة أغنية الفرح بلغةٍ سماويةٍ والمجرّة كلَّ المجرَّة حلبة رقص للتي شاعَ في دمُها عِطرُ الكروم وزنابق الورد وقطرات الندى
وتغنِّي البلابل على شُرفاتِ العذارى ورياحين المُهج الزرقاء وتُرفرف بأهدابِ الليل وأطرافِ الغروب وفي صفحات الحكاياوعندما تجتاز الصورة المخيلة تبقى الذَّاكرة في مصبِّ الحكاية وتروي شهرزاد بشغفٍ قصَّة ذلك المساء منذ ألف ليلة وليلة إلى نيفٍ وعشرين سنة
عيد ميلادٍ يرونق الشعور شفافيةً رغم بُعد المسافات إلاَّ أنَّ الألفة نافذةٌ للشَّمس وبغفلةٍ من القدر شعورٌ بدفء حنين إلى كلِّ ما هو حلم فيا عامها الجديد كُن فرحةً كُن بسمةً وأمنيات كُن بهجةً ضحكةً وكن أرضاً للحب والحياة كُن زرقةً في السماء وتنفساً في الهواء كن زهرةً كن حلماً ونافذةً كن بلسماً غاراً وأرجواناً كن كما الشمس كن صديقاً