--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
قـــــرأت أن شابا مسلما في بريطانيا ...
اطلع على إعلان لإحدى الشركات حولحاجتها إلى موظفين يعملون في الحراسات ..
أقبل إلى اللجنة المختصة بمقابلةالمتقدمين فإذا جمع كبير من الشباب مابين مسلمين وغير مسلمين ..
وكانوايدخلون إلى لجنة المقابلة واحدا تلو الآخر ..
كلما خرج شخص من المقابلةسأله الواقفون عن ماذا سألوك ؟
وبماذا أجبت ؟
وكان من أهم أسئلةاللجنة لكل متقدم :
كم كأسا تشرب من الخمر يوميا ؟؟
جاء دورصاحبنا .. فدخل .. وتتابعت عليه الأسئلة حتى سألوه :
كم تشرب من الخمر؟
فتردد الشاب ... هل يكذب ويدعي أنه يشرب الخمر كبقية الشباب .. لئلايقولوا :
أنت مسلم متشدد ؟؟
أم يصدق ويقول : أنا مسلم والله قد حرمعلي الخمر فأنا لا أشربها !!
بعد تفكير سريع عزم على الصدق ...
فقال : أنا لا أشرب الخمر ..
قالوا : لماذا هل أنتمريض؟
قال : لا .. لكني مسلـــــم والخمر حرام ..
قالوا : يعني لاتشربها حتى في عطلة آخر الأسبوع ؟
قال : نعم .. لا أشربها أبدا ..
فنظر بعضهم إلى بعض متعجبين !!
فلما ظهرت النتائج فإذا اسمه فيأوائل المقبولين ..
بدأ عمله معهم .. ومضى عليه أشهر ..
وفي يوملقي أحد المسئولين في تلك المقابلة وسأله :
لماذا كنتمتكررون السؤال عنالخمر !!
قال :
لأن الوظيفة المطلوبه هي في الحراسات .. وكلما توظففيها شاب فوجئنا به يشرب الخمر ويسكر ..فيضيع مكانه .. ويهجم على الشركة من يسرقها !!
فلما وجدناك لا تشرب الخمر عرفنا أننا وقعنا على مبتغانا فوظفناك هنا !!
ما أجمـــــل الثبات على المبادئ وإن كثرت الإغراءات !!
المشكلة أننا نعيش في مجتمعات قل أن تجد فيها من يتمسك بمبادئه ..
يعيش من أجلها ويموت من أجلها ويثبت على الإلتزام بها وإن كثرت الإغراءات ..
إذا مشيت على المنهج الصحيح والتزمت بالصراط المستقيم فأصحاب المبادئالأخرى لن يتركوك ..
فعدم قبولك للرشوة يغضب زملاءك المرتشين ..
ذكـــــر أن عمر بن الخطاب كان يعس ليلة من الليالي يراقب وينظر ..
فمر بأحدالبيوت في ظلمة الليل فسمع فيه أصوات ضحك وعبث وكأنها أصوات رجال سكارى !
فكره أن يطرق عليهم الباب ليلا وخشي أن يكون ظنه خاطئا وأراد أن يثبت منالأمر ..
فتناول كسرة فحم من على الأرض ووضع بها علامة على الباب ومضى ..
سمع صاحب الدار صوتا عند الباب فخرج فرأى العلامة ورأى ظهر عمر مولياففهم القصة ..
فكان الأصل أن يمسح العلامة وينتهي الأمر لكن الرجل لم يفعلذلك !
وإنما أخذ كسرة الفحم وأقبل إلى بيوت جيرانه وجعل يرسم علىأبوابها علامات !!
وكأنه يريد أن ينزل الناس إلى مستواه .. ليكونواسكارى مثله ولا يريد أن يرتفع إلى مستواهم!
من التجارب في حياتنا :
أن تجد زوجة كثيرة الكذب على زوجها ..
تربت على ذلك وتعودت عليه فإذا رأت من تنكر عليها وتنصحها بالصدق .. حاولت أن تجرها إلى مستنقعها فكررت عليها :
الرجال مايصلح معهم إلا كذاماتمشي أمورك معه إلا بالكذب !!!
فلا تزال بها حتى تتنازل عن مبادئها وتتغير ..
وربما تثبت ولعلها ...
وقل مثل ذلك في مسئول حسن الخلق معموظفيه ويرى أن هذا مما يفيد العمل ويورث الراحة في قلوبهم ويزيد الإنتاج ..
فيلقاه مسئول سيئ الخلق مبغوض من قبل موظفيه فيحسده أو يريد أن يقنعهبأسلوب آخر في التعامل فيقول له :
لا تفعل كذا .. وافعل كذا .. ولا تبتسمولا ... إلخ
وصاحب بقالة لا يبيع السجائر فيأتيه صاحب له وينصحه ببيعالسجائر ليزيد كسبه ويوسوس عليه ليقنعه بذلك !
فكـــــن بطـــــلا واثبتعلى مبادئك وقـــــل بأعلى صـــــوتك :
لا ....... مهما أغـــــروك !
وقديما حاول الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتنازل عنمبادئه فقال الله له :
" ودوا لو تدهن فيدهنون "
يعني أن الكفارعباد الأصنام لا مبادئ عندهم أصلا ليحافظوا عليها .. وبالتالي لا مانع عندهم منالتنازل عن مبادئهم ..
فانتبه أن يغروك بترك مبادئك ...
قالتعالى :
" فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون "
كتابإستمتع بحياتك للدكتور محمد العريفي
في انتظار ردودكم و تعليقاتكم اخوتي